إن أغبِ ، يا صحبُ ، عن ذاك الحمى
لم أزلْ معكُم كما أنتم معي
فإذا الأنجمُِ شعت في السما
قلتُ هذي أنتمُ في مجمعِ
وإذا الشادي بلحنٍ رنَّما
خلتهُ أصواتكُم في مسمعي
***
آه لو يُغني خيالٌ عن عيانِ
كانَ كالمنهلِ رسم المنهلِ
ولعاشَ المرءُ في دينا الأماني
يقطعُ الدينا ولم ينتقلِ
وسلونا عن مكانٍ بمكانِ
ولأغنى آخرٌ عن أوّلِ
***
ولنابت عن نجومٍ نيّراتْ
صُورٌ مطبوعةٌٌ في الورقِ
واكتفينا بخريرِ الساقياتْ
في الدُّجى عن مائها المندفقِ
***
ياليالي ((بوسطنٍ)) هل ترجعينْ
فأرى صحبي الكرامَ البرره ؟
ويزولُ الهمُ عن قلبي الحزينْ
بالوجوهِ المشرقاتِ النضرهْ
إنه يسألني في كلَّ حينْ
أين تلك الجنَّةُ المختصرهْ ؟
***
ذهبتْ ، يا قلبُ ، إلا ذكرياتْ
كبروقٍ ضحكت ْ في الغسقِ
تأنسُ العينُ بها في الظلماتْ
وهي تفنى في رحابِ الأفقِ
ياليالي بوسطنٍ ليتَ الحياةُ
عدَلتْ فينا فلم نفترقِ